نص السؤال:
سئلالشيخ رحمه الله:إذا كانت الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض فأين تكون النار في هذا الكون الذي ليس فيه إلا السماوات والأرض؟
الجواب:
فقال حفظه الله تعالى : قبل الجواب على هذا يجب أن نقدم مقدمة وهى أن ما جاء في كتاب الله وما صح عن رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإنه حق ولا يمكن أن يخالف الأمر الواقع، فإن الأمر الواقع المحسوس لا يمكن إنكاره، وما دل عليه الكتاب والسنة فإنه حق لا يمكن إنكاره، ولا يمكن تعارض حقين على وجه لا يمكن الجمع بينهما، و قد ثبت في القرآن أن الجنة عرضها كعرض السماء والأرض قال الله تعالى : {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الحديد: 21]. وفى الآية الأخرى : {عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} [آل عمران: 133]. وهذا حق بلا ريب، وفى مسند الإمام أحمد أن هرقل كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض، فأين تكون النار؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم : ((إذا جاء الليل فأين يكون النهار؟)) فإن صح هذا الحديث فوجهه أن السماوات والأرض في مكانهما والجنة في مكانها في أعلى عليين كما أن النهار في مكان والليل في مكان، وإن لم يصح الحديث فإن في كون الجنة عرضها السماوات والأرض لا يعني أنها قد ملأتها ولكن يعني أن الجنة عظيمة السعة عرضها كعرض السماوات والأرض.
ثم إن قول السائل: (إن هذا الكون ليس فيه إلا السماوات والأرض) ليس بصحيح؛ فهذا الكون فيه السماوات والأرض، وفيه الكرسي والعرش وقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول بعد رفعه من ركوعه: ((… ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد)). فهناك عالم غير السماوات والأرض لا يعلمه إلا الله، كذلك نحن نعلم منه ما علمنا الله – تعالى – مثل العرش والكرسي، والعرش هو أعلى المخلوقات والله سبحانه وتعالى قد استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته.